سورة التوبة - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التوبة)


        


{إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)} [التوبة: 9/ 60].
حصر اللّه تعالى بكلمة {إِنَّمَا} في مطلع هذه الآية مصارف الزكاة، والمعنى: إنما الزكوات المفروضة مستحقة لهؤلاء المسلمين المعدودين دون غيرهم، وهذا رد على المنافقين الذين عابوا النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في الصدقات، لبيان مصارفها من غير نقد من أحد، ولا مجال للاعتراض أو الطعن في الرسول عليه الصلاة والسلام في قسمة الزكوات الواجبة، فهي مقصورة على ثمانية أصناف من المسلمين، وإنما اختلف العلماء في صورة القسمة، فرأى جماعة كالإمام مالك وأبي حنيفة وابن حنبل: أن ذلك على قدر اجتهاد الإمام وبحسب أهل الحاجة ولو لصنف واحد. ورأى آخرون كالإمام الشافعي: أن الزكاة ثمانية أقسام على ثمانية أصناف، لا يخلّ بواحد منها إلا أن إعطاء المؤلفة قلوبهم يكون عند وجود الداعي إلى التأليف، ولا يجوز صرف الزكاة لأقل من ثلاثة أشخاص من كل صنف لأن أقل الجمع ثلاثة.
الصنف الأول: هم الفقراء المعدمون المحتاجون الذين لا يجدون كفايتهم، ولا يملكون شيئا من مال ولا كسب يغطي حوائجهم.
والصنف الثاني: هم المساكين الذين يملكون أقل من كفايتهم، أي أن لديهم شيئا من المال أو الدخل، ولكنه أقل من الحاجة، أو المصاريف الضرورية اللازمة للأسرة من زوجين وأولاد. وهذا يتغير بتغير الزمان وأحوال المدخولات وأسعار الأشياء وظروف المعيشة المتوسطة المعتادة.
وأجمع العلماء على أن من له دار وخادم لا يستغني عنهما أن له أن يأخذ من الزكاة، وللمعطي أن يعطيه، ويرى الإمام أبو حنيفة: أن من ملك نصاب الزكاة وهو يقدر اليوم ب 39000 ل. س، فلا يأخذ من الزكاة، ويعطى من الزكاة في رأي المالكية والشافعية من لم يجد من المال كفاية السنة. ولا تنقل الزكاة من بلد المال الذي تجب فيه الزكاة إلى بلد آخر إلا لضرورة أو حاجة، كأن لم يوجد فقراء في البلد، أو لقريب محتاج، أو لفقير أحوج إلى المال، أو أصلح أو أورع أو أنفع للمسلمين.
الصنف الثالث: هم العاملون على جباية الزكاة من أهلها، وهم السعاة والجباة الذين يبعثهم الإمام الحاكم لتحصيل الزكاة بالتوكيل على ذلك، ويشمل ذلك في عصرنا القائمين على مؤسسات أو صناديق الزكاة في البلدان الإسلامية. ويعطى هؤلاء بقدر كفايتهم بصفة أجر على عملهم وإن كانوا أغنياء.
الصنف الرابع: هم المؤلفة قلوبهم وهم غير المسلمين لتأليف قلوبهم على الدخول في الإسلام، أو المسلمون الذين أظهروا الإسلام، ولكنهم ضعاف النية واليقين، والعزيمة والاستقرار في ساحة هذا الدين، يعطون من الزكاة لتثبيت وتقوية إسلامهم وعزائمهم، أو لأنهم شرفاء في قومهم يتوقع بإعطائهم من الزكاة استمالة أتباعهم ونظرائهم. ويستمر هذا المصرف عند الحاجة.
الصنف الخامس: وهم الأرقاء أو العبيد المكاتبون المسلمون الذين كاتبهم أو تعاقد معهم أسيادهم على التحرير إذا قدموا أقساطا من المال في فترة زمنية معينة، ولم يعد لهم وجود الآن بعد الاتفاق العالمي على إنهاء الرق من العالم عام 1952.
الصنف السادس: وهم الغارمون، أي المدينون الذين ركبهم الدّين ولا وفاء عندهم به، أو الذين استدانوا مبلغا من المال لإصلاح ذات البين بين فريقين من الناس، ولو كانوا غير مسلمين.
الصنف السابع: في سبيل اللّه، وهم المجاهدون الذين لا حق لهم في ديوان الجند، يعطون ما ينفقون في معاركهم، ولو كانوا أغنياء، ترغيبا لهم في الجهاد.
الصنف الثامن: ابن السبيل وهو المسافر المحتاج المنقطع في أثناء الطريق عن بلده، أو الذي يريد السفر في طاعة غير معصية، فيعجز عن بلوغ مقصده إلا بمعونة.
والطاعة تشمل الحج والجهاد والزيارة المندوبة، وليست المباحة فقط كالرياضة والسياحة. هؤلاء الأصناف الثمانية هم مستحقو الزكاة دون غيرهم.
أوصاف أخرى للمنافقين:
كان القرآن الكريم حكيما معتدلا في حكمه على المنافقين عند نزول الوحي، سكت عنهم في مبدأ الأمر، ثم كشف عن زيفهم وسوء أخلاقهم وطبائعهم، وأظهر خبث أعمالهم وتصرفاتهم، وفحش أقوالهم وكلامهم، وموقفهم العدائي من نبي اللّه ومن المؤمنين، وهذه أوصاف أخرى لهم، قال اللّه تعالى:


{وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (61) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ (62) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63)} [التوبة: 9/ 61- 63].
نزلت آية إيذاء النبي صلّى اللّه عليه وسلم- فيما روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس- قال: كان نبتل بن الحارث يأتي رسول اللّه، فيجلس إليه، فيسمع منه، وينقل حديثه إلى المنافقين، فأنزل اللّه: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ} الآية.
هذا لون آخر من جهالات المنافقين وحماقتهم، فمنهم من كان يقول في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنه أذن، أي سمّاع لكل قول، على وجه الطعن والذم، وإنه يصدق كل من حلف له، فهو أذن سامعة، يسمع كل ما يقال له، ويصدقه، فإذا جئنا إليه وحلفنا له صدّقنا، أي أنه سليم القلب، يغتر بكل ما يسمع، دون أن يتدبر فيه ويميز بين الأمور. فرد اللّه عليهم بأن النبي أذن خير، لا أذن شر، أي مستمع خير، لا مستمع شر، فيسمع ما يجب استماعه، ولكنه يعرف الصادق من الكاذب، ويعامل المنافقين بأحكام الشريعة وآدابها بناء على الظاهر منهم، ولا يكشف أسرارهم.
إن نبي اللّه قوي الإيمان، صافي القلب، لا يريد مجابهة المسيء بإساءته، فهو خير شامل ووجه الخيرية أنه يصدق بالله تصديقا جازما، ويؤمن بما أوحي إليه من ربه، ويصدق كلام المؤمنين الخلّص من المهاجرين والأنصار، لا غيرهم، وهو رحمة لأهل الإيمان، يقبل الإيمان الظاهر ولا يكشف الأسرار، مراعاة للمصلحة، وإعطاء للفرصة باستقامة واعتدال المنحرفين، ولا يصدق خبر المنافقين، ويعرف حقيقة أمرهم، وهو رحمة للعالمين، بهدايتهم لما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة.
وحينما تمادى المنافقون في غيهم وضلالهم، نزلت سورة التوبة (براءة) تفضح شأنهم، فسميت بالفاضحة أو الكاشفة فاضحة المنافقين وكاشفتهم، وكان يقال لها المنبئة لأنها أنبأت بمثالبهم وعوراتهم وقبائحهم.
ومن قبائحهم جميعا أنهم يحلفون كثيرا الأيمان الكاذبة ليرضى المؤمنون عنهم، ويعتذروا عن أفعالهم، ويحاولوا إعلان أنهم من المسلمين في الدين، والحال أن اللّه تعالى يعلم كذبهم، وأن اللّه ورسوله أحق بالإرضاء من المؤمنين، فعليهم إظهار الإيمان الصادق والطاعة الحقيقية، إن كانوا مؤمنين بحق.
ثم وبخهم اللّه تعالى مبينا خطورة هذا الموقف، ومضمون التوبيخ: ألم يعلم هؤلاء المنافقون ويتحققوا أن من عادى اللّه ورسوله وخالفه بتجاوز حدوده أو الطعن برسوله في أعماله أو أقواله، فجزاؤه جهنم خالدا فيها أبدا، مهانا معذبا فيها إلى الأبد، وذلك العذاب هو الخزي العظيم، أي الذل الكبير والشقاء الشنيع.
وسبب نزول آية {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ} فيما روى ابن المنذر عن قتادة قال: ذكر لنا أن رجلا من المنافقين قال في شأن المتخلفين عن غزوة تبوك الذين نزل فيهم ما نزل من آي القرآن: واللّه، إن هؤلاء لخيارنا وأشرافنا، وإن كان ما يقول محمد حقا لهم شر من الحمير، فسمعها رجل من المسلمين فقال: واللّه إن ما يقول محمد لحق، ولأنت شر من الحمار، وسعى بها الرجل إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبره، فأرسل إلى الرجل فدعاه، فقال: ما الذي حملك على الذي قلت؟ فجعل يتلعن (يلعن نفسه) ويحلف بالله ما قال ذلك، وجعل الرجل المسلم يقول: اللهم صدّق الصادق، وكذّب الكاذب، فأنزل اللّه: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ}.
إن كثرة الحلف من المنافقين كانت بقصد إبعاد التهم والشبهات عنهم، ولكن اللّه تعالى الذي يعلم السر وأخفى ويعلم ما تكنه الصدور، كشف أكاذيب المنافقين وأظهر أنهم قوم يبطنون غير ما يظهرون، واللّه تعالى لهم بالمرصاد، يعاقبهم في الدنيا والآخرة.
تخوف المنافقين من نزول القرآن فاضحا لهم:
إن إحسان المنافقين بنفاقهم هو الذي جعلهم يحذرون من نزول آيات قرآنية تتلى في حقهم، تكشف أمرهم، وتهتك سترهم، وتعلن للملأ حقيقة أمرهم، وهذا الإحسان في محله، وقد وقع ما كانوا يتخوفون منه، فنزلت الآيات التالية:


{يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِما فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِؤُا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً بِأَنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ (66)} [التوبة: 9/ 64- 66].
نزلت آية {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ...} فيما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عمر- قال: قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك في مجلس يوما: ما رأينا مثل قرآن هؤلاء، ولا أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنة، ولا أجبن عند اللقاء!! فقال له رجل: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فبلغ ذلك رسول اللّه، ونزل القرآن.
وسمي الرجل في رواية أخرى: عبد اللّه بن أبي، أو وديعة بن ثابت، وهذا هو الأصح، لأن عبد اللّه لم يشهد تبوك.
هذه الآيات تخبر عن حال قلوب هؤلاء المنافقين، فهم يحذرون أن تتلى سورة في شأنهم، وهل تنزل آيات فيهم أو لا؟ فذلك معتقدهم الظاهر من الآية، فرد اللّه عليهم على سبيل التهديد والوعيد بقوله: {قُلِ اسْتَهْزِؤُا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ} أي استهزءوا بآيات اللّه كما يحلو لكم وكما تريدون فإن اللّه مظهر ما كنتم تحذرونه من إظهار نفاقكم. قال الطبري: كان المنافقون إذا عابوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وذكروا شيئا من أمره قالوا: «لعل اللّه لا يفشي سرنا» فنزلت الآية في ذلك. وهذا مثل قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ (29) وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ (30)} [محمد: 47/ 29- 30].
ثم أقسم اللّه تعالى بأنه إن سألتهم أيها الرسول عن أقوالهم هذه وهزئهم بالقرآن أو بالنبي محمد، لاعتذروا عنها بأنهم لم يكونوا جادّين فيها، بل هازلين لاعبين خائضين في اللغو بقصد التسلي واللهو، فوبخهم اللّه وأنكر عليهم بقوله: {أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ} أي إن المجال ليس مجال استهزاء، فإن الاستهزاء بالله وآياته ورسول كفر محض وشر مستطير.
فردّ اللّه عليهم: قل لهم يا محمد ليس قولكم عذرا مقبولا، وقل لهم على جهة التوبيخ، لا تعتذروا أبدا بهذا وغيره، ولا تفعلوا ما لا ينفع، للتخلص من هذا الجرم العظيم، فإنكم قد كفرتم وظهر كفركم، كما أظهرتم إيمانكم، وتبين أمركم للناس قاطبة.
فإن نعف عن بعضكم أو طائفة منكم لتوبتهم الخالصة، وهو رجل واحد اسمه مخشّ بن حميّر، نعذب طائفة، أي جماعة أخرى لبقائهم على النفاق، وارتكابهم الآثام، وإجرامهم في حق أنفسهم وغيرهم، فتعذيبكم بسبب إجرامكم.
إن هذه الآيات الكريمة تدل دلالة واضحة على أن الهزل في الدين وأحكامه، والخوض في كتاب اللّه ورسله وصفاته بغير علم يعد جهلا وكفرا، لأن الهزل أخو الباطل والجهل، والإيمان يتطلب الأدب والعلم وتعظيم اللّه وآياته وأنبيائه.
ولا يقتصر الكفر على القلب، وإنما يشمل الأقوال والأفعال المكفرة. وإذا كان المنافقون كفارا قبل نزول هذه الآيات بسبب نفاقهم، فإن استهزاءهم كفر بعد كفر لأن الكفر يتجدد، وقد كفروا بعد أن كانوا مؤمنين في الظاهر.
ولا طريق للمنافقين لإصلاح شأنهم إلا بالتوبة الشاملة من النفاق، والتوبة عن الكفر أو النفاق مقبولة في كل وقت، فمن تاب عفي عنه، ومن أصر على الكفر أو النفاق عوقب في جهنم. وهذا أمر من أساسيات العقيدة، فلا يصح الهزل أو الهزء في قضايا العقائد، ومثل ذلك في العقود الزواج والطلاق، لقول النبي صلّى اللّه عليه وسلم- فيما رواه أبو داود والترمذي والدارقطني عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد: النكاح، والطلاق، والرجعة».
أما الهزل في بقية العقود كالبيع والإجارة والشركة فلا يترتب عليه أثر، ولا ينعقد العقد في حال الهزل.
المنافقون قوم هدامون لبنية المجتمع:
لم يقتصر سوء خلق المنافقين على أنفسهم وتكوينهم القبيح، وإنما تعدى ضررهم وقبح أخلاقهم إلى المجتمع، بقصد هدم بنيته وتقويض وجوده من طريق ترويج الرذيلة والمنكر، ومحاربة الفضيلة والمعروف، وهذا يشبه اتجاه بعض الحركات الهدامة المعاصرة، كالصهيونية في (بروتوكولات حكماء صهيون). ولا شك بأن الضرر العام أسوأ أثرا من الضرر الخاص، قال اللّه تعالى مبينا تحركات المنافقين في هدم القيم الإنسانية:

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10